THE KING عطاء اكثر
عدد المساهمات : 29 تاريخ التسجيل : 06/03/2010
| موضوع: كيف تحل الطمأنينة في القلب الإثنين مارس 08, 2010 9:04 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف تحل الطمأنينة في القلب؟ الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد: فإن الأمر الذي اجتمع عليه الناس جميعاً مؤمنهم وكافرهم, غنيهم وفقيرهم, شريفهم ووضيعهم هو طلب الطمأنينة وتمني نزول السكينة في القلوب. ربما ألم بأحدهم مرض, فلا يسعى بإزالته وتحمل وصبر وفي أحيان كثيرة كتمه في نفسه, أما إذا حل بساحته ضيق واجتمع على قلبه غم فلا تسل عن حاله وحال من يعيش معه من أسرته والقريبين منه. ولقد جاء الدين الإسلامي العظيم لنفع الناس، ومتى ما أخذوا بتعاليمه عاشوا حياة السعداء, وكانوا من أبعد الناس عن الهموم والغموم, ولعلي أن أضع أسباباً هي كفيلة - بإذن الله - بنزول السكينة في القلب, وحلول الطمأنينة في النفس, مستنيراً بتعاليم هذا الدين العظيم:
1- من أهم الأسباب وأعظمها أثراً هو: الإيمان بالله تعالى والرضا به رباً ومدبراً لعبده: فمن آمن بالله حق الإيمان وعرفه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى, عرف رباً كريماً وإلهاً عظيماً رحيما بالعباد, لطيفاً بالخلق, قريباً ممن دعاه, مجيباً للسائلين, عليماً بالخفايا. يقول عليه الصلاة والسلام: ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ) أخرجه البخاري. إن ألذ ما في الحياة هو الإيمان بالله تعالى, وهو الأساس في حلول الطمأنينة في القلب والسكينة في النفوس, ولكن المؤمنين تتفاوت درجة إيمانهم, وأرفعهم درجة من امتلأ قلبه رضا بربوبية الله تعالى, وكان مع الله وبالله ولله في كل شأن من شؤونه. لقد فقه السلف الصالح هذه المسألة فاطمأنت نفوسهم, وسكنت قلوبهم. قال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين. [ تاريخ بغداد: 6/56]. فاسع جاهداً - أيها المؤمن - في زيادة إيمانك بكثرة الطاعات والقربات وسترى أثراً عظيماً في نزول الطمأنينة بإذن الله. وهي دعوة لغير المسلمين هنا ممن يعيشون الشقاء الحقيقي أن يتعرفوا على هذا الدين الذي هو كفيل بتبديل ذلكم الشقاء إلى سعادة, والضنك إلى الحياة الطيبة. لقد بين الله تعالى هذه الحقيقة للأبوين الكريمين ( آباء البشر جميعاً مؤمنهم وكافرهم ) بقوله تعالى : (( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسى )) .
2- تفويض الأمر لله ويقين العبد أن اختيار الله له أحسن من اختياره لنفسه: إننا لفرط جهلنا لا ننظر إلا في الحاضر من الأقضية التي يقضيها الله تبارك وتعالى حتى إذا توالت الأيام, وانكشف لنا بعض المكنون في مستقبلها قلنا الحمد لله على ذلك القضاء الذي قضاه الله وكنا له كارهين. كم من شاب تمنى أن لو تزوج تلك الفتاة التي رغب بها ولكن حال بينه وبينها قضاء الله تعالى وقدره حتى إذا ما تزوج بغيرها وكانت السعادة تسكن بيته قال عندها: الحمد لله على هذا القضاء. وكم من تاجر رغب في تجارة وتأسف على فواتها حتى إذا ما أظهرت الأيام خسارة مثلها من المشاريع حمد الله أن صرفه عنها. أعرف أخاً كريماً كان ينوي الدخول في الأسهم وحال بينه وبين الدخول فيها حائل ونجاه الله من مغبة الخسائر التي اصطلى بنارها الكثير في سلسلة من القصص والصور التي يجب عندها أن يكون العبد رياً منشرحاً صدره عند كل قضاء يقضيه الله عليه مما يكره. أنا الفقير إلى رب البرياتِ أنا المسكين في مجموع حالتي أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي والخير إن يأتينا من عنده يأتي لا أستطيع لنفسي جلب منفعةً ولا عن النفس لي دفع المضرات وليس لي دونه مولى يدبرني ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي إلا بإذن من الرحمن خالقنا إلى الشفيع كما قد جاء بالآياتِ ومن أعظم الأسباب:
3- حسن الصلة بالله, والاطراح بين يديه, ودوام الخضوع له؛ لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) أخرجه أبو داود, وصححه أحمد شاكر كما في مقدمة عمدة التفسير [1/110]. إنها الصلاة ملجأ المتقين, وملاذ المؤمنين, بها الثبات عند الملمات, والطمأنينة عند نزول الكريهات. أعرف رجلاً مات أكبر أبنائه في حادث عند بلوغ أشده – وكل أب يعرف منزلة الابن في هذا السن – فلما بلغه الخبر حمد واسترجع وقام يصلي إلى الصباح فنزل عليه من السكينة والطمأنينة ما جعله متحملاً لهذا الخطب, جبلاً عند هذا البلاء.
4- ومن أسباب الطمأنينة ونزول السكينة على القلوب: استشعار قرب الفرج عند حلول المحن ونزول البلايا: فالعاقل يعلم أن دوام الحال من المحال, وأن المرء متقلب بين الضراء والسراء. والواقع يشهد أنه ما من نازلة إلا ارتفعت عن أصحابها فلِم هذا اليأس, وكيف يسيطر القنوط على القلوب, فأبشر بزوال كل هم, وأيقن بتحول كل مكروه. دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فمـا لـحوادث الدنيا بقاء تأمل معي قول الله تعالى (( فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسراً )) لترى بشارتها للمكروبين والمهمومين. يقول الشيخ السعدي عند هذه الآية: وقوله: (( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )) بشارة عظيمة أنه كلما وجد عسر وصعوبة فإن اليسر يقارنه ويصاحبه حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: (( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا )). وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً ) . وتعريف "العسر" في الآيتين يدل على أنه واحد وتنكير " اليسر" يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين، وفي تعريفه بالألف واللام الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ فإنه في آخره التيسير ملازم له.
5- ذكر الله وتلاوة القرآن: يقول سبحانه وتعالى: (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) هكذا تفصح هذه الآية بهذه الحقيقة العظيمة, وتوضح هذا الأمر بجلاء. لقد بحث الناس عن الطمأنينة في المال والشهرة والسهرة ولكنهم وجدوا سراباً خادعاً, وبريقاً كاذباً, وأما أصحاب الذكر المستديم فهم في راحة وطمأنينة لا يشعر بها إلا من ذاقها. قال أحد السلف: " مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله عز وجل ومعرفته وذكـــره " . قال أحد السلف في ذلك: " إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش رغيد ". هل جربت أيها المؤمن أن تجلس منعزلاً تذكر ربك وتناجيه, تتلو كتابه وتتأمل في معاني هذا الكتاب العظيم. يقول ابن تيمية: " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة. قيل: وما هي: معرفته والأنس به جل وعلا "
6 - العلم.. نعم العلم أعظم هبة من الله لعبده؛ به يعرف به جل وعلا وتُعرف حدوده ونواهيه , ومن أعمر وقته بطلب العلم , كان في لذة وأنس لا تعدلها لذائد الدنيا كلها وإنك إن وقفت على سير من وجدوا هذه اللذة تملكك العجب من حالهم, وغبطتهم على ذلك السرور. ولقد وصف الإمام الشافعي هذه اللذة بقوله: سهري لتنقيح العلوم ألـذّ لي من وصل غانية وطيب عنـاق وصرير أقلامي على صفحاتها أحلى مـن الدّوْكـاء والعشـاق وألذ من نقر الفتـاة لدفهـا نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي وتمايلي طربـا لحل عويصة في الدرس أشهى من مدامة ساق وأبيت سهـران الدجى وتبيته نومـا وتبغي بعـد ذاك لحـاقي إنه نموذج للحياة الطيبة التي كلن يعيشها العلماء, والأنس والسرور الذي كانوا عليه في حياتهم الدنيا, ولما كثر انشغالنا بالتوافه من الأمور صارت حياتنا ضنك وهم. فدعوة إلى العلم وطلبه, وإن لم تستطع فلا أقل من تغذية الروح بالمطالعة في كتب أهل العلم, انظر في تفسير آية, أو شرح حديث, أو سيرة عطرة, أو أبيات شعر مهذبة, وهكذا تتنقل بين هذه الأفياء وستجد سروراً بإذن الله تعالى.
7- أداء الحقوق والواجبات: أن لهذا السبب أثر كبير في نزول السكينة والطمأنينة عند أصحاب القلوب السوية, وأرباب النفوس الكريمة؛ لأن نفوسهم الكريمة تأبى التقصير في حق كل ذي حق. وأعظم الحقوق حق الله تعالى من توحيده وأداء فرائضه, ومن كان مقصراً في حق الله تعالى ثم يروم سعادة فنقول له: رويدك إن الباب مغلق دونك بغير أداء هذا الحق. ويتبع هذا أداء حقوق الوالدين والقرابة من زوجة وولد وكل ذي رحم قريب, فكل هذا من أسباب حلول الطمأنينة في القلب بإذن الله تعالى.
8- الإحسان إلى الناس: سبب عظيم للأنس في الدنيا, مع نيل الأجر في الآخرة.. جرب أن تعلم جاهلاً, أو تُحسن إلى فقير, أو تزيل كرب مهموم, أو تُعين محتاجا, أو تجلس بجوار مُصاب, وتأمل في الأنس السعادة التي تجدها في نفسك. إن الإحسان إلى الناس لا يفعله إلا الكمل من البشر ولذا كانوا أسعد الناس نفوساً, وأشرحهم أفئدة, فهل تكون منهم لتكون السعادة مكان الشقاء.
9- صدق الدعاء والإلحاح في الطلب: لقد علم رسول رب العالمين عليه الصلاة والسلام أمته أن يلحوا على ربهم في الدعاء, وأرشدهم أن يصدقوا في الطلب وإن لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده لقد من دعائه عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ) ناد ربك وقل: ألا أيها المأمول في كل ساعة شكوت إليك الضر فارحم شكايتي ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي وهب لي ذنوبي كلها واقضي حاجتي فرج الله هم كل ذي هم, وأنزل السكينة في كل قلب.
منقول
المصدر : ياله من دين | |
|
عبدالوهاب Admin
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 06/03/2010
| موضوع: رد: كيف تحل الطمأنينة في القلب الإثنين مارس 08, 2010 9:06 am | |
| جزيت خيرا واحسن الله اليك | |
|
عبدالمجيد king
عدد المساهمات : 130 تاريخ التسجيل : 06/03/2010 العمر : 34
| موضوع: رد: كيف تحل الطمأنينة في القلب الإثنين مارس 08, 2010 11:23 am | |
| جزاك الله خير .. وبيض الله وجهك | |
|